التعليم في جماعة المحبس

في قلب الصحراء المغربية، يمثل التعليم في جماعة المحبس تحديًا كبيرًا، لكنه أيضًا يحمل الأمل لبناء جيل واعٍ ومتعلم قادر على مواكبة التطور وتحديات العصر.

تحتوي جماعة المحبس على مؤسسة فرعية واحدة تابعة لمجموعة مدارس ابن العقول في مدينة الزاك. هذه المدرسة الفرعية تضم قسمًا مختلطًا تم نقله من مركز المحبس إلى دوار بئر 06، الذي يبعد حوالي 6 كيلومترات عن الجماعة.
نظرًا لتباعد الدواوير عن المؤسسة التعليمية، يواجه الأطفال صعوبات في الوصول إلى المدرسة، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة التمدرس وارتفاع معدلات الأمية، حيث تبلغ نسبة الأمية في المحبس حوالي 38.6%، مع تسجيل نسبة أعلى بين الإناث مقارنة بالذكور.

بعد المسافة: تباعد المدرسة عن العديد من المناطق والدواوير يعقّد مسألة الوصول إليها، مما يثني الأطفال عن متابعة تعليمهم بانتظام.
نقص الموارد: تفتقر المدرسة إلى تجهيزات ومعدات تعليمية حديثة تساعد على تقديم تعليم ذو جودة.
ظروف العيش: تعتمد الكثير من العائلات في المحبس على الرعي والتنقل، مما يجعل استقرار الأطفال في التعليم أمرًا صعبًا.

رغم هذه التحديات، تتطلع جماعة المحبس إلى تطوير القطاع التعليمي من خلال خطط مستقبلية تهدف إلى:

1 - إنشاء مدارس إضافية في مناطق أكثر قربًا من الدواوير، لتسهيل وصول الأطفال إلى المؤسسات التعليمية.
2 - تحسين جودة التعليم عبر توفير موارد ومعدات تعليمية حديثة، مثل الكتب والأدوات التربوية.
3 - تشجيع التعليم لدى الفتيات، من خلال حملات توعية مجتمعية لدعم تعليم الفتيات وتقليل نسبة الأمية بينهن.

تعمل جماعة المحبس بالتعاون مع الشركاء المحليين والإقليميين على تنفيذ مبادرات تعليمية تشمل:

- برامج دعم التمدرس للأطفال في المناطق البعيدة، مثل توفير وسائل نقل مدرسي.
- تنظيم دورات محو الأمية للكبار، بهدف تعزيز المعرفة وإشراك كافة أفراد المجتمع في تحسين ظروف حياتهم.
- تشجيع المشاركة المجتمعية لدعم التعليم، من خلال إشراك العائلات والمجتمع في دعم مسيرة التعليم وتطوير بيئة تعليمية داعمة.

في جماعة المحبس، يمثل التعليم نافذة على الأمل والتقدم. ورغم التحديات، فإن الرغبة في التعلم والمعرفة لا تزال قوية بين أبناء الجماعة، مما يعزز الإيمان بأن الاستثمار في التعليم هو الطريق الأمثل لبناء مجتمع أكثر تطورًا واستدامة.